خرجت شركة "ليب موتور" من عباءة الشركات الناشئة الهامشية لتتصدر مشهد السيارات الكهربائية في الصين، محققة قفزة مذهلة في أسهمها تجاوزت 200% خلال عام واحد، وسط توقعات بمزيد من النمو والربحية.

وتضاعفت أسهم الشركة المدرجة في بورصة هونغ كونغ منذ بداية العام، متجاوزة منافسين بارزين مثل "Xpeng" و"شاومي"، فيما رفعت الشركة سقف طموحاتها للعام المقبل إلى 500 ألف سيارة، مقارنة بـ290 ألف وحدة في 2024، وسط ترجيحات بتحقيق أول أرباح سنوية في تاريخها، بحسب ما ذكرته وكالة "بلومبرغ".

اللافت أن "ليب موتور" استطاعت كسب ثقة المستثمرين بفضل قدرتها على تقديم سيارات كبيرة بأسعار تنافسية، مستفيدة من تصنيع نحو 70% من مكوناتها داخلياً، وهو ما منحها ميزة رأس المال والكفاءة التشغيلية.

ويعود الفضل في هذا التوجه إلى خلفية مؤسسها المشارك شو جيانغمينغ في مجال الإلكترونيات والبرمجيات، حيث قاد جهود البحث والتطوير لتقليل الاعتماد على الموردين الخارجيين.

وقال رئيس قسم الأبحاث الصناعية في "CLSA" هونغ كونغ، شياو فينغ: "قدرة ليب موتور على تقديم سيارات كبيرة بأسعار السوق الجماهيرية مذهلة، ونرى إمكانات نمو قوية مدفوعة بدورة منتجات قوية وكفاءة رأسمالية استثنائية".

من شركة كاميرات إلى منافس شرس في سوق السيارات
تأسست "ليب موتور" عام 2015 في مدينة هانغتشو على يد شو جيانغمينغ وفو ليكوان، بعد أن أسسا سابقاً شركة "Dahua Technology" المتخصصة في كاميرات المراقبة. ورغم بدايتها المتواضعة، استطاعت الشركة أن تلحق بركب الكبار، متجاوزة شركات ناشئة مثل "لي أوتو" و"إكس بينغ".

وتُعرف سياراتها بأنها "نسخة أكثر توفيراً من سيارة "Li Auto"، حيث تُباع سيارة "C11" العائلية بسعر يبدأ من 148.800 ألف يوان (نحو 20.700 ألف دولار)، مقارنة بـ249.800 ألف يوان لسيارة "L6" من "Li Auto".

تحديات النمو.. والرهان على أوروبا
ورغم نجاحها الحالي، تواجه "ليب موتور" تحديات في الحفاظ على زخم النمو، إذ يتعين عليها التوسع في قطاعات جديدة للوصول إلى حاجز المليون وحدة سنوياً، وهو ما يُعد نقطة تحول حاسمة في السوق الصينية.

ويتوقع المحللون أن تحقق الشركة أرباحاً تصل إلى 558 مليون يوان في 2025، مع صدور نتائج النصف الأول لاحقاً اليوم.

ومن أبرز محركات النمو المستقبلية، شراكتها مع شركة "ستيلانتس" الأوروبية، المالكة لعلامات مثل "جيب" و"بيو"، والتي ستتولى تصنيع وبيع بعض طرازات "ليب موتور" خارج الصين. وقد صدّرت الشركة بالفعل 13.726 ألف وحدة إلى الخارج العام الماضي، ما يمثل نحو 5% من إجمالي مبيعاتها.

وقال مدير صناديق في "Allspring Global"، غاري تان: "الزخم في التصدير وتطوير البرمجيات قد يكونان محفزين رئيسيين لتحول "ليب موتور" من لاعب محلي إلى علامة عالمية قابلة للتوسع".