الثلاثاء 19 مارس 2024 09:25 صـ

جوود كار | Goud Car

أخبار عالمية

سوق العمل : سعوديات يقدن قطارات سريعة في السعودية

GoudCar جوود كار

(أ ف ب)


تجلس السعودية ثراء علي في مقعد القيادة في قطار فائق السرعة ينقل الحجاج إلى مكة، مستفيدة من سعي المملكة الخليجية المحافظة، في إطار جهودها لتعزيز نموها الاقتصادي، إلى توفير الوظائف لعدد متزايد من السعوديات اللواتي يُقبلن على سوق العمل.
ولم تحصل السعوديات على حق قيادة السيارات إلا عام 2018 فقط، وحتى وقت قصير كانت تجربة علي في القيادة مقتصرة على التنقل بسيارة أسرتها في مدينتها الساحلية جدة.
إلا أنها انضمت العام الماضي إلى 28 ألف امرأة تقدمن لشغل 32 وظيفة لسائقات قطار الحرمين السريع الذي يقطع المسافة البالغة 450 كيلومتراً بين مكة والمدينة بسرعة تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة.
وكانت معلمة اللغة الإنكليزية السابقة ضمن عدد قليل من المحظوظات اللواتي وقع عليهن الاختيار، وقد أنجزت رحلتها الأولى الشهر الفائت.
وقالت لوكالة فرانس برس "أول يوم عمل ودخول القطار ومقصورة القيادة كان أشبه بالحلم".
وتابعت "عندما تكون في المقصورة، ترى الأشياء تتجه نحوك بسرعة فائقة. انتابني قليلا شعور بالخوف والرهبة لكن الحمد لله مع الأيام والتدريب المكثف أصبحت واثقة في نفسي".
وارتفعت نسبة السعوديات في سوق العمل بأكثر من الضعف منذ 2016، من 17 بالمئة إلى 37 بالمائة.
وتساهم هذه الأرقام الإحصائية في تعزيز الانطباع الذي تسعى السلطات السعودية لإعطائه عن كونها تعمل بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على تعزيز حقوق المرأة، ما أتاح لها الحصول على إشادة أخيرا في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
إلا أن نسب البطالة بين السعوديات لا تزال مرتفعة رغم ذلك، إذ بلغت 20,5 بالمائة العام الماضي، مقارنة ب 4,3 بالمائة للرجال السعوديين.
وهذا الرقم، مثله مثل تدفق المتقدمات لشغل وظيفة قيادة القطارات السريعة، يسلط الضوء على مهمة ملحة تواجه صنّاع القرار في السعودية، وتتمثل في توفير وظائف لجميع السعوديات المهتمات بالمشاركة في اقتصاد يشهد تغيرات سريعة.
ويرى الخبير الاقتصادي السعودي مشعل الخويطر أن "التحدي تحوّل من تشجيع النساء للانضمام إلى القوى العاملة، إلى توفير عدد كاف من الوظائف لتوظيف آلاف السعوديات اللواتي يدخلن سوق العمل".
- المشككون يبدلون آراءهم-
ودرجت السعوديات على العمل وتحقيق النجاح في مجالات عدة مثل التعليم والطبابة.
لكنّ التدابير التي اتخذت في السنوات الأخيرة والتي قلصت إلى حد ما التمييز بين الجنسين في مكان العمل وخففت القيود على الملابس النسائية، أتاحت فرصًا جديدة.
ويشمل ذلك وظائف في قطاع الفنادق والمطاعم مثل النوادر وموظفي الاستقبال، وهي أعمال كان يهيمن عليها الأجانب في السابق، وهو ما شكّل تعزيزا لسياسة "السعودة" التي تتبناها الحكومة منذ سنوات طويلة وتزايدت وتيرتها أخيرا.
ورغم أن الأعراف الاجتماعية لا تواكب دائما بسرعة التغيير، تلاحظ السائقات الجديدات بأنفسهن تغيير البعض آراءهم.
وتروي السائقة رنيم عزوز لوكالة فرانس برس أن إحدى الراكبات اعترفت لها في نهاية إحدى الرحلات إلى المدينة بأنها لم تكن تصدق أن في استطاعة النساء تولّي هذه المهمة إلا بعد أن رأت ذلك بأم عينيها.
وبعد الوصول إلى وجهتها بسلام، أكدت الراكبة لعزوز أنها "أثبتت نفسها"، وأخبرتها بأنها لم "تشعر بأي فارق".
- الركاب "يشكرونني"-
لكن هذا التغيير الكبير لم يقنع الجميع بعد.
فبالنسبة للموظف الحكومي الإماراتي محمد عيسى الذي استقل القطار السريع حديثا إلى مطار جدة، يجب أنّ تهتم النساء بالأعمال المنزلية.
ويقول لوكالة فرانس برس "إذا تفرغت المرأة لبيتها لا شك في أنها ستكوّن أسرة ناجحة".
ويسأل "إذا غابت المرأة عن البيت، ومن المؤكد أن العمل يؤدي إلى ذلك، من يتولى دورها؟"، مشدداً على أن "من المهم أن تكون المرأة في بيتها".
وترى الباحثة في معهد دراسات الخليج العربي في واشنطن سوزان سيكالي أن مثل هذه الآراء تمثل على الأرجح وجهة نظر الأقلية بين السعوديين.
وتلاحظ أن "بعض الرجال اعتبروا أن النساء بتن يشغلن وظائفهم، لكن هذه التعليقات كانت قليلة".

137186894fc5.jpg
1bd155b9273e.jpg
4e5f5c64242d.jpg
8f1cd1c3282f.jpg
992ebb8bd01f.jpg
f6b5598c0c47.jpg
SsangYongEgypt
سعوديات يقدن قطارات سريعة في السعودية

أخبار عالمية