تكثف شركة صناعة السيارات الكهربائية الأمريكية تسلا الضغط على المساهمين للموافقة على حزمة تعويضات غير مسبوقة لرئيسها التنفيذي وصاحب حصة الأغلبية فيها إيلون ماسك، محذرة من أنه قد يغادر الشركة في حال رفض الخطة.

في رسالة إلى المساهمين اليوم الاثنين، قالت رئيسة مجلس الإدارة، روبين دينهولم، إن الحزمة، التي سيتم التصويت عليها قبل الاجتماع السنوي المُقرر عقده في 6 نوفمبر/تشرين الثاني، قد تبلغ قيمتها حوالي تريليون دولار، لكنها ستستحق فقط إذا حقق ماسك مجموعة من الأهداف الطموحة، بما في ذلك زيادة القيمة السوقية لشركة صناعة السيارات بأكثر من خمسة أضعاف خلال العقد المقبل.

وتشمل الشروط الأخرى تشغيل تسلا مليون سيارة أجرة ذات القيادة، وتسليم مليون جهاز إنسان آلي ذي صفات بشرية، واستمرار ماسك في منصب الرئيس التنفيذي لمدة عشر سنوات كاملة.

وقالت دينهولم لشبكة سي.إن.بي.سي التلفزيونية الأمريكية إن ماسك لن يحصل على أي شيء إذا فشلت تسلا في تحقيق هذه الأهداف، مضيفة أن الخطة توفر حافزا كافيا لكي يظل ماسك مركزا على شركة صناعة السيارات الكهربائية، التي تعاني من تباطؤ المبيعات منذ العام الماضي.

وأضافت : "إذا فشلنا في تهيئة بيئة تحفز إيلون على تحقيق إنجازات عظيمة من خلال خطة عادلة للمكافآت مقابل الأداء، فإننا نواجه خطر تخليه عن منصبه التنفيذي، وقد تفقد تسلا وقته وموهبته ورؤيته، التي كانت ضرورية لتحقيق عوائد استثنائية للمساهمين".

وفي وقت سابق، قال ماسك أن مستقبل تسلا يكمن في سيارات الأجرة ذاتية القيادة والروبوتات الشبيهة بالبشر، حيث من المحتمل أن تمثل روبوتات أوبتيموس 80% من قيمة الشركة.

وفي المجمل، تتضمن الخطة حصول ماسك على ما يصل إلى 423 مليون سهم من أسهم تسلا. وستأتي هذه الأسهم على عدة مراحل، على أن تكون مرتبطة بزيادات تراكمية قدرها 500 مليار دولار في القيمة السوقية.

كما يحتاج ماسك لتحقيق إنجازات تجارية كبيرة للحصول على المستحقات المقترحة، ومنها بيع 20 مليون سيارة تسلا سنويا، في حين كانت مبيعاتها في العام الماضي مليوني سيارة فقط، ووصول القيمة السوقية للشركة إلى تريليوني دولار.

ومن المرجح أن يكون التحدي الأكبر هو تجاوز حاجز الـ 400 مليار دولار في الأرباح المعدلة سنويا قبل حساب الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك.

كانت وثائق خاصة بشركة تسلا قد كشفت عن خطة منح مؤسسها ورئيسها التنفيذي على حزمة مكافآت قدرها تريليون دولار إذا حققت الشركة سلسلة من الأهداف الطموحة للغاية خلال السنوات العشر القادمة.

وبحسب الوثائق تتضمن حزمة المكافآت 12 شريحة أسهم كمكافآت لماسك إذا تم تحقيق الأهداف، التي تتراوح من إنتاج السيارات إلى ارتفاع القيمة السوقية الإجمالية للشركة، خلال تلك الفترة.

في مرحلة مبكرة جدًا من الخطة، سيتعين على تسلا الوصول بقيمتها السوقية إلى تريليوني دولار وتسليم 20 مليون سيارة، في حين سلمت الشركة خلال العام الماضي أقل من مليوني سيارة.

كما يحتاج ماسك إلى البقاء في قيادة تسلا لمدة سبع سنوات ونصف على الأقل للحصول على الأسهم، وعشر سنوات لكسب كامل المكافآت والمستحقات.

كان آخر اجتماع لمساهمي تسلا في 13 يونيو/حزيران من العام الماضي، حيث صوت المستثمرون على إعادة تقديم حزمة المكافآت والرواتب القياسية البالغة قيمتها 9ر44 مليار دولار لإيلون ماسك، والتي كانت إحدى المحاكم الأمريكية قد رفضتها في وقت سابق من العام الماضي.