شهد سوق السيارات الروسية طفرة ملحوظة في عام 2024، حيث ارتفعت مبيعات سيارات الركوب الجديدة بنسبة 47% مقارنة بالعام السابق، لتصل إلى 1.55 مليون مركبة، وفقًا لبيانات صادرة عن وزارة الصناعة والتجارة الروسية يوم السبت.

انتعاش السوق بعد تباطؤ 2022

يعكس هذا النمو تعافي السوق الروسي بعد تراجع حاد في المبيعات عام 2022، الذي شهد اضطرابات كبيرة جراء اندلاع الحرب في أوكرانيا. وقد أدى النزاع إلى تغييرات جذرية في صناعة السيارات بروسيا، حيث غادرت العديد من شركات السيارات الغربية السوق الروسية، مما أفسح المجال أمام الشركات الصينية لتوسيع وجودها وسد فجوة الإنتاج.

توقعات بانخفاض المبيعات في 2025

على الرغم من النمو القوي في 2024، فإن التوقعات لعام 2025 تشير إلى انخفاض محتمل في المبيعات بنسبة 10%، لتصل إلى حوالي 1.43 مليون مركبة، وفقًا لتصريحات سيرجي تسيليكوف، رئيس وكالة تحليل سوق السيارات الروسية "أوتوستات". وأوضح تسيليكوف أن هذا الانخفاض المرتقب يعود إلى الضغوط الاقتصادية مثل ارتفاع معدلات التضخم ورسوم الاستبدال، التي من المتوقع أن تدفع أسعار السيارات إلى مستويات أعلى.

دور الشركات الصينية في تعزيز السوق

كان للشركات الصينية دور بارز في انتعاش السوق الروسي، حيث استفادت من انسحاب العلامات التجارية الغربية لتلبية الطلب المحلي. وقد ساهمت هذه الشركات بشكل كبير في تعويض الانخفاض السابق في الإنتاج وتقديم خيارات متنوعة للمستهلك الروسي.

تحديات وآفاق المستقبل

مع استمرار الضغوط الاقتصادية ومعدلات التضخم المرتفعة، يواجه سوق السيارات الروسي تحديات كبيرة في الحفاظ على نموه. ومع ذلك، تبقى السوق واعدة بفضل التحول نحو السيارات الصينية، التي أثبتت قدرتها على تلبية احتياجات المستهلكين وتقديم بدائل تنافسية.

يمثل هذا النمو اللافت في مبيعات 2024 علامة فارقة للسوق الروسي، لكن الطريق نحو استدامة هذا الأداء يتطلب مواجهة التحديات الاقتصادية واستمرار جذب استثمارات جديدة في القطاع.