حالة من الزخم والازدهار حققتها شركة تسلا موتورز الأمريكية مع دخولها الأسواق الصينية في يناير السنة الماضية، إذ أقبل المشترون بشراهة على منتجاتها المكهربة، ولكن على الجانب الآخر حققت فائدة لم تكن في الحسبان بالنسبة للجانب الصيني، إذ أنها كانت سببًا رئيسيًا في زيادة الاهتمام بمصنعي السيارات الصينيين المحليين الذين كانوا ينتجون سيارات كهربائية أبرزها شركات مثل Nio و Xpeng و Li Auto وهي الشركات التي تقدم تقنية مماثلة وتصميمات جذابة بتكلفة أقل قليلاً.

ووفقا لخبير قطاع السيارات، "مايكل ديون" متخصص في السوق الصيني والرئيس التنفيذي لشركة ZoZo Go ، وهي شركة استشارية مقرها سان دييجو تقدم الاستشارات المتخصصة لشركات صناعة السيارات والصناعات الأخرى في آسيا، قال "عندما زاد الاهتمام بـ تسلا داخل الأسواق الصينية، فجأة شهدت الشركات المحلية المنافسة لتسلا ارتفاعًا في المبيعات وأسعار الأسهم، واصفًا الانتعاشة التي يعيشها القطاع الكهربائي بأنها "تأثير تسلا" التي قال عنها أنها "لأول مرة في السوق الصيني تصل إلينا منتجات كهربائية تتضمن كل المميزات التي ترضي ذائقة العميل وتحقق تطلعاته، إنها منتجات طموحة، وجذابة، وتقدم تقنية عالية وحصرية، حتى أن المشترين الأثرياء والمتعلمون في شنغهاي ، و بكين ، وقوانغتشو ، وشنتشن، والمدن الصينية الكبرى على الساحل أصبحوا جميعا يريدون شراء تسلا".

 

الأرقام المعلنة من الرابطة الصينية لمصنعي السيارات (CAAM) تؤكد هذه الحقيقة، وتقدر أن مبيعات السيارات الكهربائية الجديدة في الصين (و تشمل السيارات الهايبرد والهايبرد بلج إن وذات الوقود الهيدروجيني) وصلت إلى حوالي 3 ملايين وحدة بحلول نهاية عام 2021 ، أي أكثر من ضعف الرقم المباع في سنة 2020. كما أن مبيعات الأشهر التسعة الأولى من عام 2021 ، ما يعادل حوالي 11.6% من إجمالي السوق المحلي الصيني.

 

نجاح تسلا في الأسواق الصينية لم يكن من فراغ أو نتيجة مجهودات تسلا فقط، بل كانت الحكومة الصينية ضلعا أساسيا فيه واليد الطولى التي حكمت عمليات الشراء والبيع من خلال تسهيلات منحتها بصفة استثنائية لتسلا جعلها مختلفة عن جميع الشركات الأجنبية في الصين، من خلال إعفاءها من إلزامية وجود شريك محلي لها، ومن خلال تقديم حزمة من الإعفاءات الضريبية والتسهيلات الجمركية على منتجاتها، مقدمة لها على طبق من ذهب حزمة من المكافآت والحوافز المالية، لتعامل نفس معاملة الشركات الصينية الوطنية.

 

حصول تسلا على مكانة فريدة في الصين، سهل لها جني المزيد من الأرباح والتربع على عرش الشركات الكهربائية الرائدة، بينما تعاني وتتخبط شركات أخرى كبيرة وما زالوا في صراع ومحاولات مستميتة، على سبيل المثال مجموعة فولكس فاجن التي اعتادت على أن تكون في الصدارة بالأسواق الصينية تراجعت في 2021 مع وجود تسلا، وقوبل طراز فولكس فاجن ID4 ببرود وعدم اهتمام من قبل الصينيين، بالرغم من أنها إحدى أقوى العلامات التجارية التقليدية ل.

 

يعتقد العديد من المطلعين على خبايا وخفايا قطاع السيارات أن إعلان جنرال موتورز الأخير عن تسريع خطتها الكهربائية كان بمثابة إدراك أنها بحاجة إلى تسريع وتيرة عملياتها في الصين، والتي تمثل ما يصل إلى 40 % من إجمالي مبيعات جنرال موتورز.